نقض بيان المستقلة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
و أسأل الله جل و علا أن يوفقني و إياكم لإرضاء ربنا و خدمة ديننا و ادخال الفرح و السرور على قلب سيدنا و مولانا رسول الله
-صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم-
حول ما يدور في قناة المستقلة
في الحوار الصريح بعد التراويح (رمضان 1430)

*نقض البيان :-
=========
1 - قائم على منهج عقيم مخالف لجمهور الأمة و هو إقصاء السنة المشرفة بكاملها و الاكتفاء بالصحيحين فقط و من تناقض البيان استدلاله بكلام نهج البلاغة و هو غير مقطوع بنسبته لسيدنا على -كرم الله وجهه- ولا اسناد له عند علماء أهل السنة .
----
2 - أن قول البيان استنادا على توجيه القرآن الكريم للمتأخرين من المسلمين للدعاء لمن سبقهم بالإيمان و ليس لطلب النفع كما يتضح في قوله تعالى "و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ...."الآية و الاستدلال بها ليس في محل النزاع فالآية تتكلم عن الدعاء لمن سبقنا بالإيمان و ضرورة حبهم فهم الصحابة - رضي الله عنهم - من المهاجرين و الإنصار و فيها ذم من يتنقصهم كما ورد عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - فيما ذكره ابن كثير في تفسيره فليراجع
----
3 - قوله تأسيا بدعاء الأنبياء -عليهم الصلاة و السلام - دعاء الله مباشرة دون وسيط و هذا كلام مجمل و فيه إبهام بل فيه رد للتوسل بدعاء الصالح و هو محل إجماع حيث أن المتوسل جعل الدعاء من الرجل الصالح واسطة له في حصول مطلوبه فهل خالف بذلك المتوسل قوله تعالى "ادعوني أستجب لكم" و طلب الدعاء من غيره لم يدع الله مباشرة و في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه و آله وسلم -قال لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - "لا تنسنا يا أخي من دعائك ".
----
4 - استدلاله بحديث " إذامات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .... " إلى آخر الحديث استدلال في غير محل النزاع فالمتوسل به حيا أو ميتا لا يقصد للنفع و الضر ولا عمل له في ذلك فما علاقة التوسل به بانقطاع عمله.
----
5 – و قوله و بناء على ما يؤثر من عمل الصحابة –رضي الله تعالى عنهم – في عهد الخلفاء من عدم التوسل بالنبي – صلى الله عليه و آله و سلم – المقصود منها مناداته بالدعاء عند قبره أو بعيد عن قبره فهذا كله غير صحيح لأنه بينا بالأدلة التي ذكرناها أنهم توسلوا به و جاءوا إلى قبره مثل مجيء أسامة بن زيد و حديثه في صحيح ابن حبان و مجيء أبي أيوب الأنصاري و حديثه في مسند أحمد و مستدرك الحاكم و صححه و سلمه الذهبي و حديث مالك الدار صححه ابن حجر و قال ابن كثير اسناده قوي و أقره ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" و مناداة الصحابة على النبي – صلى الله عليه و آله و سلم – في حروب اليمامة بشعار وا محمداه و عمل الصحابة و سلف الأمة على ذلك .
----------------------------------

و هذه الأدلة التي لا يمكن لمنصف أن يتعامى عنها تنقض البيان نقضا تاما يجعله غير صالح لأن يكون موضع اتفاق
=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=.=

الشيخ محمد يحيى الكتاني
خادم العلم الشريف بمسجد سيدي ياقوت العرشي